نصب ولادة و ابن زيدون بقرطبة و نهج من الحي القديم بالمدينة
حلو
كان الجو مغيما هذا
الزوال من أواخر شهر أفريل في قرطبة تلك المدينة الأندلسية الحالمة،بعد ليلة ممطرة
ولكن الطقس ملائم جدا للسياحة و معرفة المدينة ،و الأفضل على القدمين ، فالمدينة
صغيرة نسبيا و لا تحتاج لأكثر من بضع ساعات لاكتشافها طولا و عرضا.المدينة نظيفة بدون
أتربة أو بقع ماء.كنت قد خرجت لتوي من جامع قرطبة الأكبر لأني عندما برمجت زيارة
هذه المدينة وضعت هذا المعلم الكبير كأول مزار لي كيف لا و هو المعلم السياحي
الرئيسي للمدينة و يتوافد عليه السياح من كل أصقاع الدنيا.قلت أني خرجت من هذا
الجامع تتقاذفني ألف فكرة و فكرة،و لكني تناسيتها و رميت نفسي بين أمواج السياح في
انهج قرطبة العتيقة الضيقة و الجميلة و رغم كثرة السياح و ازدحام هم يوشوشون في
هدوء تام وكان الزحمة لا تعنيهم،الألوان القانية وزيته الدكاكين التي تبيع ذكريات
من قرطبة تعكس الفرح الاسباني على ضفاف وادي الكبير الذي يمر على بعد أمتار من
الجامع الكبير شاهدا صامتا على تاريخ الجامع،هو خليط من التاريخ و الحاضر لا يعرفه
إلا الأسبان.قذفني احد الانهج الضيقة إلى ساحة صغيرة كثيفة الأشجار اسمها صعب
بالاسبانية و لكن ربما تكون ساحة الشهداء،الهم أني حاذيتها و اكتشفت لوحة رخامية
كبيرة بيضاء عليها كتابة بالعربية،تقدمت و قرأت بكتابة كبيرة "ولادة"ثم
"ابن زيدون" دققت في المكتوب فاذا هي ابيات شعرية غاية في الرقة و
الجمال للشاعرة ولادة القرطبية و الشاعر ابن زيدون ومن منا لم يسمع بتلك القصة
العذبة بين ولادة و ابن زيدون
تقول هذه الابيات
اغار عليك من عيني و مني
ومنك ومن زمانك و المكان
و لو اني خباتك في عيوني
الى يوم القيامة ما كفاني
ولادة
يا من غدوت به في الناس مشتهرا قلبي يقاسي
عليكم الهم و الفكر
يا من غبت لم الق انسانا يؤانسي وان حضرت فكل الناس قد حضرو
ابن زيدون