jeudi 7 février 2013

آبار البندقية ،تحف فنية و تراث تاريخي نادر

الآبار بالبندقية  تحف و معالم تاريخية
حلو

يزور جزيرة البندقية حوالي 23 مليون سائح سنويا اي ما يعادل عدد السياح  الوافدين على البلاد التونسية خمس مرات في مساحة لا تتعدى 800 هكتار  و 60 الف مقيم .تصوروا ثراء هذه المدينة من السياحة رغم الضغط الذي يسببه كل هؤلاء الزوار فالسياحة تمثل منجما من ذهب بالنسبة لهذه المدينة.كما ان مدينة البندقية تحاول الاستفادة القصوى من السياح رغم ان معدل مدة الاقامة فيها لا يتعدى يومان او ثلاث بالنسبة لكل سائح. فالأسعار مرتفعة جدا تجعل من زيارتها امرا مكلفا و ليس في متناول حتى السائح الاوروبي و أصبحت تستقطب سوى فئة معينة من السياح ميسوري الحال.
شهرة مدينة البندقية،هاته المدينة الجزيرة ،عالمية، و كل الناس من مختلف اصقاع الدنيا يتمنون زيارتها ،فهي تتميز بموقعها داخل بحيرة فينيسيا كما انها تشتهر بشوارعها البحرية وقناطرها وعباراتها و متاحفها و ساحاتها و كنائسها و كرنفالها ومهرجان السينما  و جنادلها التي تحمل المحبين في رحلات رومانسية بين الازقة المائية المنتشرة في المدينة.و بالمناسبة فالجندول علامة البندقية بامتياز و هو تحفة فنية ينساب بهدوء في ارجاء المدينة و يقوده شاب بندقي بمجدافه الطويل و زيه التقليدي الاصيل  و هو يحكي لزبائنه تاريخ و عادات البندقية كما ان هذا الشاب لايتردد في الغناء لإضافة المزيد من الشاعرية  و المتعة على الجولة البحرية.
اضافة الى كل معالم البندقية الفاتنة ،لفت انتباهي انتشار الابار في مختلف انحاء المدينة،ويذكران عددها بلغ قرابة 7000 بئر في نهاية القرن التاسع عشر و تقلص هذا العدد الى اقل من 790 في وقتنا الحاضر.وهي لم تعد مستعملة حاليا بعد ان وقع جلب مياه الشرب من اليابسة . هي موجودة في الساحات و في بهو المساكن و الدير.وهي معالم سياحية متميزة و فريدة من نوعها اذ ان الحافة او la margelle منحوتة في الرخام او الصخر و مزخرفة بنحوت و اشكال فنية فيها كثير من الابداع و تعبر عن الفترة التي انجز فيها البئر.فكل بئر شخصيته و نقوشه و زخرفته فلم ار اثنان يتشابهان و هو ابداع يفتخر به اهل البندقية و تراث لا مثيل له.
البندقية هي جزيرة بلا مياه عذبة رغم ان المياه تحيط بها من كل جانب. قصة هذه الابار تحكي كيف استطاع  اهالي البندقية ان يوفروا المياه العذبة بطريقة بيئية بسيطة  و ذكية لسد حاجياتهم  اليومية منها .فقد قاموا بحفر فسقيات كبيرة بعمق يفوق ال5 امتار تحت سطح البحر و قاموا بطلائها و عزلها بطبقة طينية بسمك 50 الى 60 صنتم  في القاعدة و بسمك 30 صنتم من داخلها لمنع تسرب مياه البحر ثم بعد ذلك ملئوا هذه الفسقية بطبقة من الحصى و يكملون ملء ها بالرمل الدقيق حتى السطح ثم بعد ذلك يحفرون بئرا في وسط الفسقية الذي يأتيه الماء صافيا عذبا بعد ان تصفيه طبقتي الرمل و الحصى.ثم يكملون تجهيز البئر بحافة من الرخام او الحجر و يبدعون في تزويقها و زخرفتها.
لم ينس اهالي البندقية شيئين عند انجاز البئر الشيء الاول انهم بنوا موقعا بجانب الحافة تقع منه عملية تسرب مياه الامطار الى الفسقية  بطريقة تضمن تجمعها وحصرها في اتجاه هذا الموقع و الاستفادة منها في ذلك البهو او الساحة الشيء الثاني انهم حفروا وعاء على جانب  الحافة لشرب القطط و كان الاهالي في الماضي يعتنون بالقطط التي بدورها تقضي على الفئران حاملة الطاعون عافانا وعافاكم الله.و الان بعد القضاء على الطاعون تراجعت حظوة القطط عند اهالي البندقية وهي حاليا تعيش عن "صدقات" فاعلي الخير.


تهيئة بئر على طريقة البندقية

       

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire