vendredi 8 juin 2012

اقتناء تذكرة لزيارة قصر الحمراء بغرناطة :المهمة الصعبة







 
 
 


حار و حلو

قصر الحمراء بغرناطة بمقاطعة اندلوسيا الاسبانية معلم تاريخي متميز و رائع و يختزل تاريخ العرب في الأندلس فهو يمزج بين الذوق الرفيع و دقة الهندسة و ثراء الزخرفة و جمال الموقع و يبهر الزائر بالتناسق البديع بين عناصر الخضرة و الماء و زخرفة البناء فغدا هذا القصر لوحة فنية آية في الجمال و الفخامة،هذا القصر من الوجهات السياحية الكبرى في اسبانيا  ووجهة سياحية أساسية في اندلوسيا و في غرناطة بالتحديد،فالسائح يأتي بالأساس لغرناطة لزيارة قصر الحمراء و تأتي زيارة المواقع السياحية الأخرى لتأثيث برنامج السائح لا أكثر و لا اقل.فمدينة غرناطة تعيش على وقع قصر الحمراء و سواحه.الوجة الرئيسية لسيارات التاكسي و الحافلات و ووسائل النقل الأخرى هي هذا القصر.النزل و المطاعم و المقاهي و الحانات تعيش هي أيضا على و وتيرة زوار هذه المعلم.و نتخيل الأثر الاقتصادي لقصر الحمراء على سكان غرناطة بالخصوص و مقاطعة اندلوسيا.القصر هو قصر و حصن في نفس الوقت و يقع على هضبة عالية شمال غرناطة.شيده أمراء بني الأحمر من سلالة النصريين الذين حكموا غرناطة بين 1232و1492 ميلادي.القصر شهد سقوط الأندلس في يد الأسبان سنة 1492ميلادي. و يسجل التاريخ أن أخر حاكم عربي بغرناطة وهو ابو عبدا لله مجمد الحادي عشر قد بكى عندما غادر القصر هو و عائلته إلى المنفى يوم سقوط المدينة فقالت له والدته "لا تبكي كالنساء على ملك لم تصنه الرجال".و قصر الحمراء مسجل بالتراث العالمي لليونسكو منذ سنة 1984
عندما ذهبت إلى غرناطة في أواخر أيام شهر افريل من هذه السنة،لم احجز تذكرة الدخول إلى قصر الحمراء بالانترنت،في الواقع ليس لدي بطاقة بنكية عالمية أو بالعملة حتى أنجز العملية.بعد أن ارتحت قليلا بالفندق وهو فندق أثينا غير مصنف على ما أتذكر بشارع قران فيا و هو قريب نسبيا من قصر الحمراء ذهبت مسرعا ماشيا على القدمين قاصدا القصر. صعود الهضبة كان صعبا من شدة الانحدار.كدت اختنق وانا الهث .المنظر خلاب في هذه الغابة التي تحيط بالقلعة و القصر.الطيور تملا الجو زقزقة و أفراحا.تابعت سيري وسط إحدى الثنايا المعبدة صعودا و دخلت القصر من أجد أبوابه العديدة.كل المواقع و الأماكن ملــئ بالسياح من مختلف الأجناس و الشعوب.سالت عن التذاكر قيل لي إنها نفذت.بقيت بعض التذاكر الليلية.شخصيا لم أكن أفضل الزيارة الليلية و لذلك قررت إرجاء الزيارة إلى الغد.
ذهبت إلى مكتب الإرشاد السياحي المتواجد بمحيظ القصر .نصحني المسئول عنه بالقدوم باكرا إذا أردت اقتناء تذكرة و زيارة هذا الموقع المهيب نظرا لكثرة السياح.قلت له "ما تعني باكرا"قال "السادسة صباحا".رجعت إلى المدينة اكتشف معالمها و أنا منشغل بالتذكرة.
من الغد،نهضت من نومي في الخامسة صباحا،يغمرني التحدي،كنت أقول في نفسي سأقوم بزيارة القصر مهما كان الجهد.لبست ثيابي و خرجت مسرعا.في الشارع الكبير ثمة بعض المارة الذين لفظتهم المراقص و المطاعم الغجرية.مشيت وسط الغابة و الظلام مازال يكتنف المكان،كنت أقف في العديد من المرات لارتاح من تعب المشي صعودا.وصلت الى شباك التذاكر،لقد ذهلت عندما وجدت طابورا في تلك الساعة من الفجر،كنت أتوقع أني الوحيد في هذا الصباح الباكر جدا.أخذت مكاني في الطابور.كان بجانبي كهل اسباني و فرنسيين.الاسباني كان ينبه كل قادم إلى اخذ مكانه في آخر الطابور.فهمت من حركاته و نبرته دون أن افهم لغته الاسبانية الجميلة أن الطابور يجب أن يحترم و سيلزم كل قادم على ذلك.و كان الأمر كذلك. كنا وقوفا طول تلك الفترة و شباك التذاكر يفتح في الثامنة صباحا.اخذ مني التعب و لكني صمدت.بدا المطر يهطل و الطابور في مكانه لم يتحرك.أنقذني الاسباني عندما اخرج سحابة و فتحها فوق رؤوسنا.شكرته بكل اللغات التي اعرفها.الوقت يمر ببطء ونحن وقوف .كان رجائي أن تكون متعة زيارة القصر بقدر التضحية و الجهد المبذول.عند الساعة الثامنة صباحا بالضبط،وقع فتح شبابيك التذاكر و كنت العاشر في الصف.كان عون الأمن يضبط تقدم الطابور.ذلك الطابور الذي أصبح طوله بمئات الأمتار و لا اعتقد أن كل الواقفين فيه سيحصلون على تذكرة.كانت سعادتي كبيرة عندما اقتنيت التذكرة.لاحظت السيدة بائعة التذاكر بأنه يجب علي دخول القصر في العاشرة و النصف صباحا كما هو مكتوب على التذكرة و بعد هذا التوقيت تصبح التذكرة لاغيه.الهم أنه مازال لي متسع من الوقت لزيارة الرباط و جنة العريف و بعض الأجنحة الأخرى حتى يأتي موعد زيارة القصر.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire