حار و حلو
أنزلتني سيارة التاكسي عند الباب الجنوبي
لمسجد قرطبة،على فكرة الأسبان يسمونه مسكيتا وهذه الكلمة تعني مسجد،هذا الجامع
المعلم يقع على ضفاف وادي الكبير.كان الوقت ظهرا والسماء ملبدة بغيوم بيضاء و
الطقس يميل إلى البرودة،في طريقي من محطة الحافلات ،أردت أن افتح حوارا مع
سائق التاكسي عسا أن احصل منه على بعض المعلومات التي تفيدني عن المدينة و
مسجدها الكبير،كلمته بالفرنسية ثم بالانكليزية فأجابني بالاسبانية لم افهم منه
شيئا،لزمت الصمت بعد أن تأكدت أن لا فائدة في مواصلة الكلام معه.و الأسبان هو في
الغالب شعب طيب و غير عنصري و تجد من يساعدك ان طلبت ذلك .و عموما الأسبان لا
يحسنون لغة ثانية رغم أن بلادهم من اكبر الوجهات السياحية.من الخارج المسجد شاهق
جدا و يصل ارتفاعه تقريبا إلى 10
أمتار هز رأسك يطيح كبوسك كما يقول المثل التونسي
و هو اقرب إلى هندسة القلعة،بهرت بضخامته وحجمه الخارجي.دخلت من باب مقوس إلى فناء
الجامع .هذا الفناء كبير جدا تتوسطه حديقة جميلة و متناسقة و من أشجار الرانج و
النخيل و في الزاوية الشمالية توجد المئذنة شامخة عملاقة مربعة بحجم مذهل و يمكن
أن ترى بوضوح الأجراس و فد علقت جزءها العلوي.
بعد فسحة سريعة في هذا الفناء الكبير ،واخذ
بعض الصور خاصة للمئذنة،ذهبت إلى شباك التذاكر و اقتنيت تذكرة لدخول المسجد ب8
أورو أي ما يعادل 16 دينار تقريبا.كان هناك سياج و لكن لم يكن هناك صف يذكر .دخلت
بسرعة إلى داخل المسجد وكأني بي لهفة إلى تأكيد ما عرفته عن هذا المعلم سواء في
الانترانت أو مطالعاتي.
و إنا من الداخل ،يشيه المسجد غابة من
السرايا و الأعمدة و الأقواس و به أكثر من 800 عمود تصورا ذلك.المحراب مطلي
بزخرفات مذهبة غاية في الحرفية و الجمال و كذلك القبة التي تعتبر اثر معماريا
فريدا،الأقواس أيضا فريدة في شكل قوسين مركبان فوق بعضهما.في وسط المسجد وفي قلبه
بالضبط كاتدرائية و قد بناها الأسبان بعد سقوط الأندلس و يؤمها المصلون كل يوم
.كما تنتشر في المسجد لوحات فنية لشخصيات دينية مسيحية.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire