اقصر فرساي قصة من التاريخ والفخامة و الذوق الفرنسي الرفيع |
حلو
كنت مصمما ان اخصص
يوما كاملا لزيارة قصر فرساي الشهير خلال رحلتي هذه الى باريس في اواخر شهر مارس من العام الفارط .قمت باكرا و غادرت
النزل المتواجد بشارع "الجنرال لكلارك" قرب ساحة "دونفار روشرو
"بالدائرة البلدية الرابعة عشر و
التحقت مسرعا بمتر الانفاق في اتجاه ضاحية فارساي من محطة
"اشتارليتس".دامت الرحلة قرابة الساعة إلا ربع. قصر فارساي ليس بعيدا عن
محطة فارساي. اندهشت لطول الصف رغم ان الوقت مازال باكرا و لم تتجاوز الساعة
التاسعة صباحا.الناس من مختلف الجنسيات و الاعمار.تأكدت من شغف الشعوب المتحضرة
للتاريخ و الفنون من خلال صبرهم و تحملهم لهذه الصفوف اللامتناهية. لم يأتوا
لباريس للتبضع و وزيارة محلات "تاتي" و "لكلارك"بل لاكتشاف
روح مدينة باريس الابداعية و التاريخية.اقتنيت تذكرة ب 15 يورو.وهذه التذكرة لا
تمكنني من زيارة قصر" تريانون "و مسكن "ماري انطوانات" المتواجدان
على الجانب الايمن من حديقة القصر و انما تقتصر على القصر الرئيسي و حديقته.و
بالمناسبة بداية من شهر افريل و حتى شهر اكتوبر يمكن حضور و مشاهدة نافورات المياه
الموسيقية في حديقة القصر و من الافضل ان يكون ذلك ليلا.فحديقة قصر فارساي لوحدها
معلم فني و هندسي آية في الجمال و الابداع تمتزج فيه الخضرة و المسطحات المائية بتماثيل
الالهة الاغريقية في تناسق بديع اصبحت به هذه الحديقة مرجعية لمدرسة فرنسية لها شخصيتها و ميزتها
في تزيين و تنظيم الحدائق و شكلت مصدر استلهام لكثير من المعالم والقصور الاخرى في
شتى ارجاء العالم.
دخلت الى القصر بعد ان امتحنت صبري في هذا الصف الطويل الذي وصل طوله الى
الباب الخارجي للقصر.اجرءات التفتيش الحازمة تشبه المطارات.اعطوني دليلا آليا
بكثير من اللغات لتقديم اجنحة القصر و محتوياته و قد اسرعت بوضع السماعة في اذني و
تمرست على استعماله.العلامات تجعل من زيارة القصر سهلة و ممتعة ومعلومات الدليل
الآلي توضح بدقة كل الاروقة و مزارات القصر.
القصر كان مقر اقامة ملوك فرنسا
لويس الرابع عشر و الخامس عشر و السادس عشر و قد شهد احداث الثورة الفرنسية
سنة 1789 وهو مصنف تراث عالمي من قبل اليونسكو منذ اكثر ممن ثلاثين سنة.
يضم القصر اجنحة عديدة اهمها قاعة المرايا(galerie
des glaces)
وهو بهو ضخم مستطيل الشكل وقع تأثيثه بالمرايا و الثريات الكبيرة يشرف على الحديقة
و جناح الملكة و جناح الملك كما ان هناك قاعات اخرى كقاعة السلم و قاعة الحرب و
يضم القصر مجموعة كبيرة من اللوحات الفنية الزيتية و به كنيسة .ما يلفت الانتباه
هو الفخامة و الترف و الذوق في كل جزئية و في كل موقع من القصر.
و زيارة هذا القصر تعطي فكرة واضحة على نمط حياة ملوك فرنسا كما انه يجب
تخصيص يوم لاكتشاف هذا المعلم.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire