jeudi 2 août 2012

لنتعلَم من الاتراك التوظيف السَياحي الذكي للمساجد



حلو


زيارة اسطنبول تبقى زيارة منقوصة بدون الاطلاع على مساجدها و مآذنها، فهذه المساجد هي روح اسطنبول و تاريخها و شخصيتها، من مضيق البوسفور الجميل تسيطر مآذن المساجد المنتشرة على المرتفعات على منظر المدينة العام و خاصة المدينة العتيقة التي تقع في الناحية الجنوبية و الواقع ان المساجد تقل في الحي الاوروبي من المدينة. من بحر مرمرة او من البوسفور، لا شيء في الافق غير المآذن الرشيقة للمسجد الازرق و آية صوفيا و مسجد السليمانية. فكل مسجد يحكي حقبة من الزمن في تاريخ تركيا و امجادها. و كل مسجد مرتبط باسم السلطان او الشخص الذي بناه ..هي تراث لمدينة اسطنبول و لها  الحق في ان تفتخر به، هذه المساجد هي لآلي في جبينها .المساجد كثيرة و لكن السائح يكتفي عموما بزيارة اشهرها والقائمة طويلة: مسجد السليمانية او مسجد سليمان القانوني، جامع السلطان احمد او الجامع الازرق، جامع اورطكوي، مسجد فتيح، مسجد ايوب ، مسجد سليم الاول. سخَر سلاطين العثمانيين كل جهدهم و اموالهم لتخليد حكمهم عبر هذه المعالم. و قد بنيت هذه المساجد كجزء من مجمَعات كبيرة التي تغطي مساحتها الاف الامتار المربعة و تحتوي على المدارس و المؤسسات الخيرية و ماوي الفقراء. هي عظيمة بمقاساتها العملاقة و هندستها الفريدة و زخرفتها الرائعة. تصميمها العثماني يعكس تأصلا كبيرا و افتخارا بعبقرية اولاد البلد .و انت تتجول في مدينة اسطنبول تهيمن هذه المساجد العملاقة على ابنية المدينة خاصة و انها تقع على اجمل و اعلى مرتفعات المدينة.
ما شد انتباهي هو التوظيف الذكي و الناجح من قبل الاتراك للمساجد كمعالم سياحية رئيسية في اسطنبول .و جل الشركات السياحية هناك تدرجها في برامج الزيارة. كل السياح بمختلف جنسياتهم و اديانهم يستطيعون الدخول الى المساجد. الأتراك هيأوا اماكن مخصصة لذلك عموما في اخر المسجد بحيث لا يقلق وجود السياح المصلين و المتعبدين. الزيارة  مرخص فيها خارج اوقات الصلاة و في الاماكن المخصصة لذلك و دخول السياح يقع من ابواب مخصصة لذلك غير ابواب المصلين. عند مدخل السياح ثمة شخص يوزع اكياسا من البلاستيك  يلفها السائح على رجليه بعد نزع حذائه. يوزع الشخص ايضا اغطية على النساء السائحات حتى تتمكن من الدخول الى المسجد في ثياب محتشمة. المسجد من الداخل كله خشوع و صمت يليق بالموقع الا من بعض طقطقات آلات التصوير. ما رايته في مسجدي السليمانية و المسجد الازرق افواجا من السياح واحدة تخرج و الاخرى تدخل دون ضجيج و في كنف احترام المقام. السياح مرتاحون لهذه الزيارة و قد استمتعوا بهذا المعلم دون الاضرار بوظيفة المسجد و قداسته. تركيا بهذا الصنيع الذكي زيادة عن التوظيف الاقتصادي و السياحي للمساجد تجعل منها مكان للتلاقي و التسامح و التعارف.
نسيت ان اضيف انه امام باب دخول السياح وضعت مطويات بأهم اللغات من بينها العربية للتعريف بالمسجد و تاريخه و هندسته  وهي مجانا.
و بالمناسبة اقول انه يمكننا ان نتعلم  الكثير من الاتراك الذين احسنوا توظيف معالمهم الدينية و التاريخية احسن التوظيف لخدمة اقتصادهم فلا غرابة ان تستقبل تركيا سنويا 30 مليون سائح. بينما نكتب نحن امام مساجدنا بالخط العريض "ممنوع لغير المسلمين"

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire